مع تفاقم جائحة كورونا، لا يزال ملايين السوريين، بمن فيهم المتخصصون في مجال الرعاية الصحية والعاملون في المجال الإنساني ، يعيشون في خطر بدون معدات الحماية الشخصية اللازمة للاستجابة للفيروس بشكل مناسب ولعلاج المصابين به.
وفي جهودها في الاستجابة للمساعدة في الحد من تفشي وباء كورونا، ستقوم منظمة الخوذ البيضاء (وهي منظمة مقرها سوريا تتكون من متطوعين محليين من مختلف مناحي الحياة) بالصناعة التحويلية لمعدات الحماية الشخصية والتخلص منها بشكل آمن في المنطقة لصالح العاملين في مجال الرعاية الصحية والمواطنين في شمال غرب سوريا.
وقد مُنحت منظمة الخوذ البيضاء المرشحة لجائزة نوبل للسلام ، والتي أنتجت شركة نتفليكس فيلماً وثائقياً عنها وحاز على جائزة الأوسكار تمويلا قدره 1.6 مليون دولار كندي من مبادرة صناعة الأمل أثناء الصراعات: تحدٍّ إنساني كبير، إذ تعتبر أول منظمة تقوم بتصنيع معدات الوقاية الشخصية من أجل الاستجابة لجائحة كورونا في سوريا . لقد دمر الصراع الذي طال أمده والأزمة الإنسانية في المنطقة المنازل والمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، وتعطلت بذلك سبل الإمداد تاركة أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعيشون في ظروف مليئة بالمخاطر والصعوبات، حيث بات من الصعب تحقيق أبسط التدابير الصحية الواقية من فيروس كورونا، كالحجر والعزل الصحي وتطبيق التباعد الاجتماعي اللازم للوقاية من فيروس كورونا.
إستجابةً للنقص الحاد في معدات الوقاية الشخصية في سوريا ، ومع زيادة الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا وصعوبة وصول الإمدادات التي يعيقها إغلاق الحدود. قامت منظمة الخوذ البيضاء بإضفاء صفة محورية على وحدتها (الخاصة بتصنيع زيها الرسمي) في صناعة معدات الحماية الشخصية من كمامات وأقنعة طبية وعباءات واقية ودروع للوجه. وفرة هذه المعدات والتخلص منها بشكل آمن في المنطقة سيمنح ما يعادل أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا بحماية أفضل من الفيروس.
“كانت جائحة كورونا التحدي الأصعب الذي واجهته منظمة الخوذ البيضاء في عام 2020. لقد شهدنا تفشي الفيروس في شمال غرب سوريا بين العاملين في المجال الإنساني والمجال الطبي في وقت جعل فيه الوباء العالمي من عملية مرور الخدمات اللوجستية عبر الحدود أمراً شبه مستحيل. بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف وتدمير البنية التحتية للرعاية الصحية وما تشمله من مستشفيات وعاملين في قطاع الصحة بشكل ممنهج خلال النزاع. واستجابةً لذلك، وبدعم من مبادرة صناعة الأمل في الصراعات: تحد إنساني كبير، نعمل على تحويل منشأة الإنتاج المحلية لدينا إلى خط إنتاج للمعدات الواقية. واليوم ، أنتج متطوعونا أكثر من مليوني قناع ومعدات واقية أخرى تتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية. أصبح متطوعونا وزملاؤنا من العاملين في المجال الإنساني ومقدمي الرعاية الصحية وغيرهم من العاملين الأساسيين أكثر أمنًا، ويمكنهم معًا الاستمرار في رعاية المدنيين السوريين والاستجابة للوباء “.
– منير مصطفى، نائب المدير العام للشؤون الانسانية في منظمة الخوذ البيضاء.
مع تعطيل الحروب والأوبئة لسبل الإمداد ، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى الوصول إلى الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية. يقوم برنامج التحدي الإنساني الكبير بتبني الابتكارات الإنسانية ودعمها وتوسيع نطاقها لهدف مساعدة الأشخاص المتضررين من النزاعات. منظمة الخوذ البيضاء هي من بين أربعة فائزين في برنامج تمويل الانتقال الى توسيع النطاق الذين سيتحصلون على تمويل بإجمالي 4.5 مليون دولار كندي لتنفيذ حلول رائدة في مواجهة التحديات التي يشكلها ويتفاقم بسببها تفشي فيروس كورونا.
حول صناعة الأمل أثناء الصراعات: تحدّ انساني كبير
هي شراكة بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب الخارجية وشؤون الكومنولث البريطاني ووزارة الشؤون الخارجية الهولندية مع دعم من مؤسسة التحديات الكبرى كندا.
ساهم الشركاء بمبلغ 32.5 مليون دولار أمريكي لمبادرة التحدي الإنساني الكبير، التي انطلقت في عام 2018 لتمكين المنظمات المحلية والوكالات الإنسانية والقطاع الخاص من العمل جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المتضررة والاستجابة بشكل فعّال لحالات الطوارئ المعقدة وتمكين الناس من خلق حياة أفضل لأنفسهم.
حول الخوذ البيضاء
الخوذ البيضاء هي منظمة سورية من أوائل المستجيبين والمتطوعين الذين يساعدون في تعزيز مرونة المجتمع وتعافيه من خلال توفير الخدمات الإنسانية كالبحث والإنقاذ والإخلاء الفوري والخدمات الطبية. لقد أنقذ هؤلاء المتطوعون الإنسانيون أكثر من 120 ألف حياة منذ عام 2014.
استجابة لوباء كورونا، تعمل منظمة الخوذ البيضاء بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الأخرى على الاستجابة للطوارئ ورفع مستوى الوعي وخدمات الفحص الطبي وإمدادات الرعاية الصحية