الآن ماذا؟
تشمل التحديات الإنسانية الكبرى العشرة المحددة في هذه الدراسة العديد من القطاعات. وهي تدعونا إلى تقليل التمييز بين الجهود الإنسانية والجهود التنموية. وهي بالطبع، لا تغطي جميع الحواجز أو الفجوات المحتملة في أي من المجالين. لكن بعض هذه التحديات طويلة الأمد. ولكي تتم معالجتها، فإنها تحتاج الآن إلى التفكير التعاوني والتمويل على نطاق واسع والاستفادة من التقنيات الجديدة. وقد تم التعامل مع بعضها بطرق كان من الممكن أن تجدي نفعًا إذا ما تم تقييم أثرها بصورة أكبر – على سبيل المثال، تحديد أفضل طريقة لتقديم التغذية التكميلية للأسر الفقيرة ذات الأطفال الصغار في حالات الأزمات الغذائية2.
إن تحديد الأولويات، كما في هذه الدراسة، هو مجرد خطوة أولى في عملية مستمرة طويلة الأمد لمحاولة إحداث التغيير. ومن الناحية المثالية، ستتناول معظم الأسئلة البحثية المطروحة هنا كيفية توسيع نطاق الحلول في مواقع محددة، وبطرق من شأنها أن توجه المجتمع الإنساني العالمي وتساعده على الاستعداد لحالات الطوارئ المستقبلية.
وقد بدأت هذه المبادرة بالفعل في إحداث الفارق. ففي فبراير من هذا العام، أطلقت الوكالة الأمريكية للمساعدة الدولية في حالات الكوارث (USAID OFDA) ووزارة التنمية الدولية البريطانية (DFID) ومؤسسة Grand Challenges Canada مبادرة بملايين الدولارات لدعم الابتكارات التي تشرك القطاع الخاص وتُضمِّن المجتمعات المتضررة في توفير المياه المأمونة والصرف الصحي أو الطاقة أو المعلومات المنقذة للحياة أو الإمدادات والخدمات الصحية أو الإمداد بها أو إنتاجها لمساعدة المتضررين من النزاعات. وتسمى هذه المبادرة صناعة الأمل أثناء الصراعات : تحدّ إنساني كبير (راجع go.nature.com/2kscfa2).
في غضون شهرين، تم تلقي 615 عرضًا من 87 بلدًا؛ جاء ما يقرب من 300 شخص من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، كان من بينها أكثر من 100 بلد من البلدان التي تشهد نزاعات نشطة. وستُقدَّم منح أولية تبلغ نحو 250,000 دولار أمريكي للمشروعات التجريبية، كما ستُقدم منح تبلغ نحو مليون دولار أمريكي لعدد محدد من مشروعات “الانتقال إلى النطاق”. ومن المتوقع أن يتم الإعلان في أواخر 2018. كما أنه سيتم على الأرجح تحصيل المزيد من شركاء التمويل قريبًا.
بمجرد إيجاد مجموعة قوية من الابتكارات، سيكون التحدي هو توسيعها بطريقة مستدامة. مع التمويل الكافي والشراكات الفعالة، نأمل أن نرى تقدمًا بشأن الأولويات المحددة هنا.
Nature 559, 169-173 (2018)
doi: 10.1038/d41586-018-05642-8